لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري
43040 مشاهدة
باب قيام ليلة القدر من الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.قال البخاري في صحيحه باب: قيام ليلة القدر من الإيمان. قال: حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب قال: حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من يقم ليلة القدر، إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه .


السلام عليكم ورحمة الله، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على ... رسول الله وعلى آله وصحبه.
البخاري -رحمه الله- على معتقد أهل السنة والجماعة، وأن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان. ومن الأعمال الصلوات فرائضها ونوافلها فهي من الإيمان؛ أي: أنها من جملة خصال الإيمان؛ لأن الأعمال كلها من الإيمان وتسمى خصال الإيمان أو شعب الإيمان.
فمن ذلك قيام ليلة القدر، ليلة القدر التي ذكر الله تعالى أنه أنزل القرآن فيها إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فمن قامها إيمانا واحتسابا؛ غفر له ما تقدم من ذنبه.
إيمانا يعني: أن قيامها يزيد في الإيمان، أو أن قيامها من جملة الإيمان، أو أنه قامها لأجل الإيمان؛ الإيمان الذي في قلبه. والاحتساب: طلب الأجر، احتسابا يعني: طلب الأجر والثواب.
ذكر الله تعالى أنه يغفر له ما تقدم من ذنبه، أي: إذا قامها محتسبا فإن الله تعالى يغفر له ذنوبه ليلة واحدة. مع أن الله تعالى أخفاها في ليالي شهر رمضان حتى يجتهد العبد في قيام تلك الليالي رجاء أن يصيبها؛ فيغفر الله له ما تقدم من ذنوبه.